Pages

السبت، 20 نوفمبر 2010

ثقافة الاختلاف المفقودة

 الاختلاف في الأفكار والطباع والحكم على الأشياء والمواقف والعقائد سنة الحياة وسر من أسرار جمالها لذا كان لابد من تعاطينا بشكل سليم مع اختلافنا مع المحيطين بنا مهما كان شكل هذا الاختلاف أو مضمونه حتى لا يتحول الاختلاف الى خلاف لا مفر منه ولا طريقة لتجاوزه خاصة إذا تحولت حالة الاختلاف في وجهة نظر معينة الى خلاف شخصي.
• أي فكرة لابد أن تقدم بشكل مرحب به ومقبول فلا يعقل ولا يقبل أن يكون لشخص ما ميزة في فرض أفكاره على الآخرين دون السماح لهم بإبداء آرائهم ووجهة نظرهم فالسطوة وفرض الرأي بالقوة لا يأتي بأي نتائج ولا يحقق أي هدف ومتى ما رفضت الأفكار وأصبح طرحها صعبا وبلا منهجية وأرضية لاحتوائها سيكون المجتمع فاقدا لروح المبادرة والإنتاج الفكري والثقافي.
• رب الأسرة والمعلم وأي قيادي من أصحاب المناصب والكراسي لن يتحقق النجاح لهم إلا إذا كانوا منصتين لمن حولهم ومستعدين للحوار مع من يخالطونهم في كافة الأمور التي يطرحونها عليهم ومتقبلين لأي فكر آخر يعارض فكرهم وطريقتهم في إدارة الأمور والعارفين في مجال فنون الادارة يدركون أن اختلاف الاراء يخلق بيئة عمل جيدة من شأنها تحقيق الاهداف والتطلعات متى ما كان هناك وسائل لاحتواء الافكار والاستفادة منها.
• بعض الآباء والأمهات يهملون التحاور مع أبنائهم ولا يهمهم التوافق مع أفكارهم أو الوصول إلى نقطة التقاء مع أبنائهم فصيغة الأمر والنهي هي السائدة في غالبية الأسر حتى أصبحوا رغم كونهم تحت سقف واحد إلا أنهم ضائعون في متاهات الحياة وعاجزون عن التعامل مع بعضهم البعض وهذا الوضع في معظم صور الحياة وللأسف الشديد فدائما ما تتحول اختلافاتنا إلى خلافات وتتطور إلى اتهامات ومزايدات ومحاولة لتشويه دور الطرف الآخر وكأننا في ساحة معركة أو قتال.
• احترام وجهات النظر الأخرى ونبذ أحادية التفكير غاية لابد من الارتقاء للوصول إليها والتزام الهدوء وسعة الصدر الحل الأمثل لتقبل الأفكار التي لا تتوافق معنا فلغة الحوار افضل السبل لتطوير العلاقات داخل أي محيط حتى يكون النفع والفائدة لصالح العامة ومتى ما انتشرت ثقافة الاختلاف في المجتمع سيكون لدينا وعي وإدراك يسهم في ازدهار المجتمع وأفراده ورقي المجتمع يكون بإدراك أفراده بأن الاختلاف في الآراء والأذواق والأفكار رحمة وان الخلاف مدعاة لتحجر المجتمع وجر الويلات عليه.
• البعض يفقد أعصابه عند حدوث اختلاف مع أي شخص وهناك من تتغير لهجته وأسلوبه فور اختلافه مع المحيطين به والشخص الواثق من نفسه يحرص على التعامل مع أفكار المحيطين به بوعي وتعقل حتى لا يصبح الجدال بينه وبينهم عقيما وعنيفا ويصبح بعدها عاجزا عن الالتقاء مع المختلفين معه في نقطة للتوافق ولو أن كل ما في الكون اتفق على لون واحد لما كان هناك أي جمال في هذه الدنيا واختلاف البشر في قدراتهم وأفكارهم ومهاراتهم يجعلهم بحاجة الى بعضهم البعض وكل فرد يكمل الآخر بسد حاجات المحيطين.
خارج الحدود
• للحياة أوجه عدة وهي دائمة التغير ولا تعرف الثبات وان كنا عاجزين عن التأقلم مع تغيراتها فلن نستقر على أمر فيها وسنكون في النهاية غير مستحقين لها وعلينا أن ننصهر مع عدم ثباتها لكي نجد لنا فيها متنفسا ويكون لوجودنا معنى حقيقي.
• الأصدقاء أصناف وأشكال متعددة وقليل منهم يستحق التضحية لأجله والصادق منهم عملة نادرة يصعب العثور عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق