Pages

السبت، 20 نوفمبر 2010

شبح العنف الأسري

• تتزايد حالات العنف الأسري بشكل سريع ومخيف فالإحصائيات والقصص التي تنشر بين فترة وأخرى عبر الوسائل الإعلامية تنذر بأن الأمر يحتاج إلى وقفة صادقة وآليات عمل جادة لوضع الحلول من خلال تضافر جهود الجهات المعنية بشئون المجتمع والتي يجب عليها أن تعي جيدا أن العنف الأسري أصبح سمة من سمات أي مجتمع ومجتمعنا رغم ما يمتلكه من مقومات وسمات دينية واجتماعية ومن وضع اقتصادي مميز الا انه لم يعد مجتمعا معزولا عن العالم المحيط به.
• أسباب عديدة ومتنوعة للعنف الأسري ومن بينها أسباب ذاتية واقتصادية واجتماعية وجميعها لابد من دراستها حتى يسهل وضع الحلول ويكون من الممكن معالجة الأضرار الجسيمة التي تعرض لها من مورس عليهم العنف بأشكاله وأصنافه وجميع هذه الأسباب ترتبط بشكل مباشر بالأسرة فهي المؤسسة التربوية التي ترسم ملامح شخصية الفرد وتحدد أسلوبه في التعامل مع محيطه والمجتمع الذي ينتمي اليه فمتى ما كانت الأسرة تراعي حقوق أفرادها وتعزز مفاهيم الأخوة والاحترام المتبادل ومراعاة كل فرد للآخر سيكون كل فرد منها واعيا لأضرار العنف ومساوئه والعكس صحيح.
• إن قلة الوازع الديني والجهل بقيمة الحياة الزوجية والمبادئ التي تربى عليها بعض الرجال منذ الصغر كالتعود على العنف، وعدم احترام الآخرين، وعدم تمكنه من تلبية الحاجات الأسرية الأساسية مما ينعكس على سلوكه النفسي والاجتماعي وكذلك الجهل بأسس الحياة الزوجية والحقوق والواجبات المترتبة على الزوج وتفشي الأمية وتدني المستوى العلمي مسببات حقيقية لمعظم حالات العنف الأسري والتي لابد أن يقوم الإعلام على إبرازها بشكل صريح للمجتمع وهو الدور الذي لابد أن تقوم به جهات أخرى معنية بزيادة الوعي الاجتماعي خاصة منابر المساجد والجهات العاملة في الشئون الاجتماعية.
• لست هنا أسعى لسرد الأرقام والإحصائيات والتأكيد على أن شبح العنف الأسري يحتل مساحة واسعة من مجتمعنا فما تذكره الصحف وأجهزة الإعلام بين فترة وأخرى يكفي للدلالة على أن العنف الأسري سمة لابد أن يتخلص منها المجتمع بالاعتراف بوجودها أولا ومن ثم العمل الجاد على الحد منها والقضاء على كل أسبابها وهنا لابد من الإشارة إلى ضرورة وضع الآليات والأنظمة الرادعة من خلال إصدار قانون يحدد ملامح العلاقة والواجبات الخاصة بكل فرد من أفراد الأسرة وهو الأمر الذي ينتظر رؤيته على ارض الواقع في الفترة المقبلة بعد أن أعلنت الجهات المعنية البدء في دراسة هذا الأمر.
• إن إفشاء ثقافة الحوار داخل نطاق الأسرة حل امثل للقضاء على العنف الأسري فمن خلال الحوار يمكن التوصل إلى الحلول لكل المشاكل الأسرية لان الحوار يسهم في استقرار الأسرة وتقارب أفرادها ويساعد على تماسك كيانها وهو سبب كاف لمد كل فرد منها بمشاعر الحب والحنان التي تساعد على الإحساس بالأمان وتحصن أفراد الأسرة من المخاطر وهو أمر لابد من دعمه وإحيائه من خلال الجهود العاملة على مواجهة العنف الأسري لأنه من الأساليب التي تغيب عن غالبية الأسر للأسف الشديد وهو من وجهة نظر الأكثرية السبب الرئيسي للسواد الأعظم من حالات العنف الأسري.
خارج الحدود
• مرارة الصبر لابد منها حتى تصل إلى حلاوة الرضا وتظفر بالنجاح وهو في النهاية مفتاح الفرج فبدونه لا يمكن الوصول إلى الغايات وتحقيق أي تقدم.
• احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة فالأصدقاء وحدهم أكثر العارفين بمواطن الضرر وهم الأقدر على إصابتك فيما يجلب لكل الحسرة ويدخلك في متاهات الهموم والآهات.
• الأشخاص الذين يميلون إلى النقد وتتبع العورات يصنعون بمهارة أحزان أنفسهم بأنفسهم ويجلبون الهموم لقلوبهم دون أن يكون هناك سبب معقول لما يقومون به وهم بالطبع الأكثر براعة في القضاء على كل ما هو جميل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق