Pages

السبت، 20 نوفمبر 2010

عقول شابة لكن فارغة

• أن يعيش المرء في حياته دون أن يكون له هدف أو مسئولية فتلك مصيبة لا تضاهيها أي مصيبة في هذه الدنيا وهذا الوضع للأسف الشديد يوصف به بعض الشباب الذين يعانون من الفراغ الفكري حيث لا يملكون أي ثوابت فكرية تحدد توجهاتهم وترسم لهم طريقهم في هذه الحياة خاصة أولئك الذين فضلوا الانغماس في مشاغل الحياة وهمومها اليومية دون أن يكون لهم اهتمامات معرفية تغذيهم بالأفكار والمعلومات التي تدعم تجاربهم وتضيف إليها ما يثريهم ويعينهم على تطوير قدراتهم وثقافتهم .
• طرق التربية والأساليب المتبعة في التعليم التي تقوم عليها المؤسسات التربوية ساهمت في الفراغ الفكري لدى الشباب خاصة وأنها لم تغذهم بالمعارف التي تدفعهم إلى التعمق والتبصر في شتى المجالات ولا تقوم على تحفيزهم على الاطلاع ولا تساعدهم على التمسك بالمعتقدات السليمة والصحيحة ، غالبية الشباب للأسف علاقتهم بالقراءة والاطلاع على سبيل المثال لا تتجاوز حدود المنهج الدراسي والذي لا يعرفونه إلا قبل الاختبارات بأيام وربما ساعات قليلة وهم يعتمدون على تثقيف عقولهم عبر تصفح الانترنت والتجول في المواقع المفيدة وغير المفيدة .
• إن مشاركة الشباب في الأنشطة الثقافية والاجتماعية هي الخيار الأمثل لإبعادهم عن فراغ العقول وهنا يبرز دور الجهات المعنية بالأمور الثقافية والاجتماعية والتي ينبغي عليها ألا تكون هيئات ومؤسسات نخبوية فهي للأسف الشديد بعيدة عن هموم الشباب ولا تتفهم احتياجاتهم والقضايا التي تخصهم ولاشك أن هذا الجفاء بين هذه الجهات والشباب جعلهم ينجرفون إلى الأفكار الهابطة والسلوكيات المنبوذة والمنحرفة أيضًا والتي جعلتهم ينغمسون خلف تصرفات طائشة حولتهم إلى أجساد خاوية وفارغة تمامًا.
• دراسات تربوية ونفسية عديدة تؤكد أن سبب انجذاب الشباب إلى السلوكيات المنبوذة والمرفوضة من قبل المجتمع وانضمامهم إلى جماعات غريبة هو الفراغ الفكري والديني في ظل الخواء الروحي والعاطفي وذهاب الأخلاق وانعدام الرقابة الأسرية وغياب السلطة الضابطة إلى جانب التقليد الأعمى ونشر الإباحية والفكر الهابط وعدم الشعور بالانتماء وهذا يعني أن الامر في غاية الأهمية ويحتاج إلى وقفة جادة حتى لا تتحول سلوكيات الشباب المرفوضة من مجرد حالات عابرة إلى ظواهر اجتماعية يصعب السيطرة عليها وهنا أشير إلى الشباب الذين انجرفوا لسلوكيات غريبة كارتداء بنطلونات «طيحني» و اعتناق البعض لأفكار «الايمو» وظهور حالات الابتزاز بين الشباب والفتيات وغيرها من الأمور التي ينبغي ألا نعتقد أن بعضها مجرد حالات عابرة فقط دون أن نعي أن بعضها تحول إلى ظواهر اجتماعية يصعب السيطرة عليها والتخلص منها بسهولة .
خارج الحدود
• عقولنا لا تنظر إلى الأشياء بعيون مجردة وإنما عبر غشاء من الثقافة التي غذيت بها فهي المحرك للعقول وهي المسير لتصرفاتنا في شتى أمور الحياة .
• أصحاب العقول الفارغة لايدركون أمراً مهماً وهو أن كل شخص مهما حاول لا يستطيع الحصول على كل شئ فهناك دائمًا حدود لما يمكن أن نحصل ونستحوذ عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق